عدد المساهمات : 398 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 03/02/1983 تاريخ التسجيل : 06/05/2009 العمر : 41 الموقع : avamoosa.ahlamontada.com
موضوع: الانبا موسى الاسود 5/8/2009, 4:34 am
الانبا موسى الاسود
في مقصورة، في دير السيدة العذراء الشهير بالبراموس ، في الكنيسة الأثرية في برية شيهيت هناك جسدي محفوظ بجوا ر جسد القديس ايسيذورس
أنا موسى الأسود، من احدى قبائل البربر، أسود اللون و القلب، رئيس عصابة. قتلت في حياتي 100 رجل، و سبحت مرة في فيضان النيل و بين أسناني سيف قتلت به راعيا للغنم و سرقت أغنامه الأربعة و شربت بثمنها خمرا. كنت عبدا لقوم يعبدون الشمس و كنت جبارا، سكيرا، أكولا، شرير القلب و السلوك.
مرة ناجيت الشمس قائلا: أيتها الشمس ان كنت أنت الاله فعرفيني ذاتك تم التفت حولى قائلا: و انت ايها الاله الذي أجهله : عرفني ذاتك. سمعني أحد المسيحين الأتقياء، فقال: اذهب الى برية شيهيت فهناك الآباء يعرفونك الاله الذى تبحث عنه.
و شيهيت ، هي برية، في الصحراء الغربية و معناها ميزان القلوب و بها أديرة أنبا بيشوي و السريان و البراموس و آثار أديرة كثيرة. في شهيت عاش قديسون عظام مثل أنبا مقار و أنبا أرسانيوس معلم الملوك، و أنبا ابسيذورس أب اعتراف الرهبان مكسيموس و دوماديوس و يوحنا القصير و أنبا بيمن و أنبا بموا و غيرهم.
في شيهيت ، انذهل الآباء، لوجودي بينهم و استماعي لعظاتهم. تأثرت من كلمات الروح القدس و فتح الرب قلبي و طلبت أن أعترف بخطاياي فأرشد وني الى مكان منفرد لأعترف أمام أب الأعتراف و لكني أن يكون اعترافي جهارا لأني فعلت خطاياي جهارا.
كنت أبكي و أنا أعترف و كانت دموعي تنزل على ركبتي القديس ايسيذورس أما أنبا مقار فرأى منظرا روحيا عجيبا، فهناك رأى ما يشبه اللوح الأسود اللون مكتوبا عليه خطاياي، و كنت كلما أعترف بواحدة منها كان ملاك يمسحها من على اللوح و لما أنهيت اعترافي تحول اللوح الأسود الى أبيض و قام الآباء بتعميدي و تحول قلبي الأسود الى أبيض و باركني الرب و ملأني الروح القدس من ثماره، و فاض في بمواهبه. مثلا :
+ مرة قال لى أحد الآباء أخرج يا أسود اللون ، فاحتملت بشكر وبلا تذمر رغم أننى قبل التوبة كان من الممكن أن أعمل سيفى فى قائلها . + تقشفت جدا حتى لصق جلدى بعظمى رغم أننى قبل التوبة كنت أتلذذ بأفخر الموائد والكؤوس وكان جسمى سمينا مكتنزا باللحم والشحم . + كنت أجمع بمحبة أوانى الآباء الفارغة وأملأها من بئر بعيد بالماء وأضعها على أبوابهم دون أن يدروا رغم أننى قبل التوبة لم أكن أحب احدا . + كنت أهرب من المجد الباطل فلا أقابل أميرا أو أفرح بمدح أو أحزن لشتيمة رغم أننى قبل التوبة ، كانت الذات ومجدها هى هدفى . + تغيير عجيب وحى حصل لى ، يرجع الفضل فيه الى نعمة الله التى ظهرت مخلصة لجميع الناس ومعلمة ايانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية وأن نعيش بالتعقل فى الزمان الحاضر . + فى آخر أيامى قلت للآباء الرهبان سوف يقبل البربر الى شيهيت فمن أراد الهرب فليفعل ، أما أنا فانى أشتاق لهذا اليوم ، كنا سبعة أخوة . اقترب البربر هرب واحد منا . ذبحنى البربر مع الباقين وكانت هناك سبعة أكاليل نازلة من فوق ، ولما هرب الأخ ارتفع أكليله للسماء ، فلما رأى ذلك ندم أخيرا ورجع للبربر فذبحوه ورجع اليه اكليله . يا سيدى يسوع المسيح أشكرك لأنه وان كان ابليس بنى أبراجا عالية فى حياتى لكن روحك القدوس هدمها كلها وبنى فى حياتى حصون النعمة التى لا تقهر ، ما أمجد اسمك يا سيدى فأنا كنت عبدا وثنيا ولصا وقاتلا لكنك صيرتنى أبا ومعلما ومعزيا وكاهنا وقديسا وواضعا لقوانين رهبنة وكوكبا من كواكب البرية .