عودة رجل مقتول الي الحياة..
+++++++++++++++++++
كان في الاسكندرية رجل ثري ذو ممتلكات كثيرة،
وكان مسيحيا تقيا يعرف الله ،
سمع عن معجزات القديس آبا مينا ،
فقال لنفسه" أريد أن أزور مزار القديس مينا ،
وأصلي هناك ، وأعمل تمجيدا لجسده المقدس ،
وأقدم له بعض التقدمات عله يذكرني عند خالقني ".
ونهض الرجل وأخذ معه ثلاثة آلاف من
" السلادي" ( نوع من العملة ) ،
وضعها في كيس ، وأخذ طريقه الي المزار ،
وكان بمفرده . وعند الشاطيء وجد سفينة
أبحرت به الي أن وصل الي ميناء تسمي فيلو كيسنتي
( ميناء الكرم )، ثم نزل الي البر ليتجه
الي الصحراء حيث يوجد مزار القديس مينا .
وفي الطريق حل الليل عليه فذهب الي صاحب حانوت ،
وقال له: يا أخي اني ذاهب الي القديس مينا ،
وها الظلام قد خيم ، وأخشي السير
بمفردي في الصحراء ، فهل لك أن
تستضيفني حتي الصباح".
رحب به الرجل, وأخذه الي منزله ،
وقدم له الطعام والشراب ، وأعد له الفراش لينام ،
ولاحظ رب البيت كيس الذهب الذي مع الضيف ،
ولعب الشيطان بعقله، وقلبه ، فانتظر
حتي استغرق ضيفه في النوم العميق ،
ثم انقض عليه وقتله.
وقال الرجل لنفسه :" انتظر حتي يخلو الميناء من العمال ،
وألقي به في اليم ". وبنما هو يفكر في الأمر ظهر
فوق الميناء نور عجيب أضاء المكان كله ،
فلم يستطع الرجل الخروج بالجثه ، وأصبح
في حيرة من الأمر، وكيف يتخلص من هذه المصيبة !!
فصل الرأس عن الجسد ، وقطع باقي الجثة
الي قطع واشلاء ، ووضعها في جرة انتظارا لظهور القمر
، فتكون الفرصة سانحة لالقاء الجرة،
وما فيها في الماء .
وبينما هو ممسك برأس القتيل سمع طرقا
علي باب منزله ، فأسرع مذعورا ،
ووضع الرأس في السلة ، وعلقها في سقف
في وسط المنزل ، وما أن فتح الباب حتي دخل
آبا مينا راكبا حصانا مهوبا ، ومعه اثنان من
الملائكة في ملابس الجنود ، وسأل آبا مينا صاحب
البيت قائلا : هل أنت بمفردك هنا ؟" ،
قال الرجل : " أقسم لك ياسيدي أنني هنا وحدي " .
ترجل "مينا" من علي حصانه ، وقال للرجل :
" انتظر ايها الشرير حتي أجد ضحية
غدرك الذي أتيت أنا من أجله " ، وذهب
"مينا" الي السلة التي كانت مدلاة من السقف
، ووجد فيها رأس القتيل ، ثم قال لصاحب البيت
:" ألم أقل لك انني سأجد الرجل الذي أتيت
أنا من أجله ".
وملأ الرعب قلب الرجل الذي ظن أن الملك
يبحث عنه بسبب الفعلة الشنيعة التي ارتكبها ،
وتقدم نحو آبا مينا وخر علي وجهه ، وأخذ
من تراب الارض ، ووضعه علي رأسه ،
وراح يستعطف مينا ويقول :" يا سيدي اني
أري نور الله في وجهك ، ونعمته في عينيك
.انقذني أنا البائس التعيس ، انقذ روحي ،
سأعترف بخطيئتي أمامك ، هذا الرجل
كان في طريقه لزيارة مزار القديس مينا ،
ولم يتسطع ان يكمل مسيرته لأن الليل كان قد
أرخي سدوله، فطلب مني أن أستضيفه حتي الصباح ،
ولما رأيت كيس الذهب معه أغواني الشيطان
فقتلته . وها هو الكيس لم أفتحه للآن . خذه يا سيدي
، وأنا سأعطي من مالي الخاص ألفين من ( السلادي )
. انقذني يا سيدي من هذا القتل ".
قال القديس :" ايها الرجل ما دمت قد اعترفت بجريمتك
، فأنا أيضا سأكشف لك عن نفسي . اذهب ،
واحضر الجرة التي بها اشلاء الرجل لكي تتمجد
أعمال الله فيه بشفاعة خادمه مينا الشهيد . وأحضر
الرجل الجرة ، وقال القديس آبا مينا :" باسم الآب
والابن والروح القدس ، قم أيها القتيل من
رقادك كامل الجسم والعقل ، واخبر صاحب
البيت من أكون أنا ".
وفي الحال انتصب القتيل واقفا ، وعادت
اليه الحياة ، وركع امام القديس والملاكين
بكل احترام ، وقال :" يامينا يا جندي المسيح ،
حقا ان كل من يزور قبرك لن يصاب بسوء
". فبارك مينا الرجلين ، ثم صعد الي السماء
، ومعه الملاكين .
وأخذ صاحب الحانوت ألفين سلديا (عمله)
من ماله الخاص ، وأضافهما الي الثلاث
الاف التي كانت مع الضيف ،
وذهب الرجلان معا الي مزار آبا مينا ،
وقدما الذهب هناك .
وفرحا ومجدا الله اله القديس الشهيد آبا مينا.
منقول
صلوا من اجلي
مرمر البراموسي